السفير بروسور: معاداة السامية اليسارية تهدد حريتنا!
السفير بروسور يحذر من معاداة السامية اليسارية في أوروبا، ويشدد على المخاطر التي تهدد المجتمعات اليهودية وينتقد دعوات المهرجانات.

السفير بروسور: معاداة السامية اليسارية تهدد حريتنا!
وأعرب السفير الإسرائيلي في برلين، رون بروسور، عن قلقه إزاء تزايد أشكال معاداة السامية في أوروبا في بيان صدر مؤخرا. وعلى حد تعبيره، تشكل معاداة السامية اليسارية على وجه الخصوص تهديدًا خطيرًا لأنها تتجاوز الخط الفاصل بين حرية التعبير وحرية التحريض. ويؤكد بروسور أنه في العديد من الدول الأوروبية، وخاصة في الجامعات والمسارح، يتم شيطنة إسرائيل ونزع الشرعية عنها. وهذا التطور لا يعرض الطائفة اليهودية للخطر فحسب، بل يهدد أيضًا السلامة الاجتماعية ككل.
أحد الأمثلة الصارخة على هذه المشكلة هو إلغاء دعوة قائد الأوركسترا الإسرائيلي لاهاف شاني من حضور مهرجان في بلجيكا، وهو الأمر الذي انتقده بروسور باعتباره معاديًا للسامية تمامًا. كما اعتُبر إلغاء حفل ضيف أوركسترا ميونيخ الفيلهارموني في سبتمبر/أيلول بمثابة معاداة للسامية وأظهر أن التحيزات تمتد إلى المشهد الثقافي والفني. وقد نأى رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر بنفسه الآن عن هذا القرار واعترف بالأضرار المرتبطة ببلجيكا.
الخوف من الطائفة اليهودية
ويبدو أن هناك مناخاً من الخوف بين اليهود في ألمانيا. وأفاد بروسور أن العديد من اليهود يشترون شققًا في إسرائيل هربًا من التهديد المتزايد في ألمانيا. ويتلقى بشكل متكرر استفسارات حول الأمن في برلين، خاصة فيما يتعلق بظهور الرموز الدينية مثل نجمة داود في أجزاء معينة من المدينة. مؤخرا، تحدث الرئيس الألماني السابق يواكيم جاوك بقوة لصالح مكافحة معاداة السامية بشكل أقوى، والتي تأتي من مصادر مختلفة.
يتم تعريف معاداة السامية عمومًا على أنها العداء أو التمييز ضد اليهود. هناك أشكال مختلفة، بما في ذلك التوجهات العنصرية والدينية، على الرغم من أن التصور السلبي لليهودية كدين يلعب أيضًا دورًا. ومن الممكن أن تتجلى هذه الأشكال في تمييز خفي أو في أعمال عنف متطرفة، كما تم توثيقه مرارا وتكرارا عبر التاريخ، من أعمال الشغب العنيفة إلى المحرقة، التي قُتل فيها ستة ملايين يهودي. وفقًا لموقع wikipedia.org، تقع معظم الحوادث المعادية للسامية في أوروبا، وغالبًا ما ترتبط معاداة السامية الحديثة بالحركات السياسية.
التطورات والتحديات الجديدة
إن ظاهرة "معاداة السامية الجديدة"، التي غالبا ما تكون مخفية في التصريحات المعادية للصهيونية، تتم مناقشتها بشكل متزايد. تسلط هذه المناقشة الضوء على مدى تعقيد التحيزات المعاصرة المعادية للسامية وارتباطاتها بالاتجاهات الاجتماعية والسياسية. تاريخياً، لم تؤدي معاداة السامية إلى ظهور أشكال جديدة؛ بل إنها أصبحت أكثر أهمية وخطورة في السياقات المعاصرة، كما تظهر التقارير الصادرة عن الوكالة الفيدرالية للتربية المدنية.
يتم دعم مناقشة هذا الموضوع بشكل كبير من خلال العديد من الدراسات والاستطلاعات، مثل التعريف العملي لمعاداة السامية الذي اقترحه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست. هناك حاجة ملحة لرفع مستوى الوعي العام بمعاداة السامية وتنفيذ التدابير التعليمية المناسبة للتصدي لهذه الظاهرة بشكل فعال.
باختصار، يمكننا أن نستنتج أن معاداة السامية، بمختلف مظاهرها، تظل تحديًا يؤثر على الطائفة اليهودية والمجتمع ككل. إن كلمات السفير بروسور هي نداء واضح لأخذ هذه الحقيقة على محمل الجد والعمل بنشاط على تعزيز التسامح والاحترام.