الحصار السياسي في كوسوفو: كورتي يأمل في تحقيق فوز انتخابي واضح!
ويأمل رئيس الوزراء ألبين كورتي في الحصول على الأغلبية المطلقة في الانتخابات البرلمانية في كوسوفو المقرر إجراؤها في 31 ديسمبر 2025 من أجل التغلب على الجمود السياسي.

الحصار السياسي في كوسوفو: كورتي يأمل في تحقيق فوز انتخابي واضح!
ستجرى الانتخابات البرلمانية الثانية خلال عام في كوسوفو يوم الأحد 28 ديسمبر 2025. ويأمل رئيس الوزراء ألبين كورتي من حزب تقرير المصير في الحصول على أغلبية مطلقة لإنهاء الجمود السياسي الحالي في البلاد. ولم يتم تشكيل أي ائتلاف منذ الانتخابات التي أجريت في فبراير 2025، والتي حصل فيها فيتيفيندوسيا على 42% من الأصوات، ولم يتولى كورتي منصبه إلا بصفته التمثيلية. ويتوقع المراقبون أن يصبح حزب فيتيفيندوسيا القوة الأقوى مرة أخرى، لكن من دون الأغلبية المطلقة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين السياسي. ويحاول كورتي تقليص النفوذ الصربي في كوسوفو، وهو الأمر الذي، على الرغم من موافقة العديد من ألبان كوسوفو عليه، إلا أنه يزيد من التوترات مع بلغراد.
استمرت الحملة الانتخابية لمدة أسبوعين فقط وركزت إلى حد كبير على السياسة الاقتصادية. ويتوقع كورتي نموًا اقتصاديًا بنسبة 4% بحلول عام 2025. ومن أجل تعبئة ناخبيه، وعد بتمويل حكومي بقيمة 100 يورو لأصحاب المعاشات والأسر التي لديها أطفال صغار حتى نهاية العام. ومع ذلك، فقد تم انتقاد هذه الإجراءات باعتبارها "فسادًا انتخابيًا" من قبل أحزاب المعارضة، حزب كوسوفو الديمقراطي (PDK) ورابطة كوسوفو الديمقراطية (LDK). وألقى زعيم حزب الديمقراطيين لكوسوفو، بدري حمزة، اللوم على كورتي في الزيادات الأخيرة في الأسعار بنسبة 40 إلى 50 في المائة، في حين أدان مرشح الحزب الديمقراطي لكوسوفو، لومير عبديشيكو، ارتفاع معدلات التضخم والمواقف الصارمة تجاه الأقلية الصربية.
الحصار السياسي والتحديات
ومنذ الانتخابات التي جرت في فبراير/شباط الماضي، يواجه البرلمان في بريشتينا طريقاً مسدوداً. كان من الضروري إجراء ما مجموعه 50 جلسة لانتخاب رئيس البرلمان. بل إن الجلسة الافتتاحية للبرلمان المنتخب حديثا ألغيت لأنه لم يكن من الممكن تعيين ممثلين جدد. ومن الممكن أن تؤدي العمليات القانونية المستقبلية إلى تأخير تشكيل حكومة جديدة. واستبعد كورتي تشكيل ائتلاف مع المعارضين السياسيين الذين يشغلون 52 مقعدا من أصل 120. وتشمل هذه الأحزاب الحزب الديمقراطي لكوسوفو الذي حصل على 24 مقعدا، والرابطة الديمقراطية لكوسوفو الذي حصل على 20 مقعدا، والتحالف من أجل مستقبل كوسوفو (AAK) الذي حصل على 8 مقاعد. وإذا لم يتمكن كورتي من تشكيل حكومة، فسيتم إجراء انتخابات مبكرة.
هناك حاجة إلى حكومة جديدة لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد ومفاوضات التطبيع المتوقفة مع صربيا. وأعلنت كوسوفو استقلالها عام 2008، وهو ما لم تعترف به صربيا أو حليفتاها روسيا والصين. وقد دعا الاتحاد الأوروبي إلى تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا، وكانت المفاوضات متوقفة لسنوات، بما في ذلك إنشاء رابطة للطوائف الصربية ذات الأغلبية في كوسوفو.
نسبة إقبال الناخبين وإمكانات التصويت
ويحق لأكثر من مليوني مواطن التصويت، بما في ذلك العديد من مواطني كوسوفو في الخارج. وفي الانتخابات الأخيرة التي جرت في فبراير/شباط الماضي، بلغت نسبة إقبال الناخبين 40.6%، وهو ما يعني انخفاض التعبئة. قد تكون أصوات مواطني كوسوفو الذين يعيشون في الخارج حاسمة في هذه الانتخابات، وقد يكون لها تأثير دائم على النتيجة. تغلق صناديق الاقتراع الساعة 7 مساءً. ومن المتوقع ظهور النتائج الأولى في وقت لاحق مساء الأحد. وستظهر الأيام المقبلة ما إذا كان ألبين كورتي قادراً على تحقيق النصر الواضح الذي كان يأمل فيه من أجل تشكيل حكومة وحيدة وتجاوز الجمود السياسي.
إن التطورات السياسية في كوسوفو حاسمة بالنسبة لاستقرار المنطقة. كما تصف AP News، يمكن أن يكون للانتخابات عواقب بعيدة المدى على تشكيل الحكومة في المستقبل. إن وقف إطلاق النار والآفاق الاقتصادية للبلاد أصبحا على المحك بينما يسعى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى دفع كوسوفو وصربيا إلى تنفيذ التزاماتهما بالتطبيع.
ويظل السؤال المطروح هو ما إذا كان كورتي قادراً على تشكيل حكومة مستقرة مع ائتلاف جديد يتغلب على الانقسامات الإيديولوجية بين الأحزاب، أو ما إذا كانت الانتخابات المبكرة ستكون ضرورية لحل هذه المسائل السياسية الأساسية.
وفي الختام، سيتم تحديد مصير كوسوفو السياسي يوم الأحد، وهو أمر ذو أهمية كبيرة ليس فقط لمواطني البلاد، ولكن أيضًا لمنطقة البلقان بأكملها. وكما أفاد srf.ch، فإن الانتخابات الناجحة يمكن أن يكون لها تأثير حاسم على مستقبل كوسوفو.
وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ كوسوفو السياسي، فإن الكثير من الأمور على المحك، حيث يأمل مواطنو البلاد في الحصول على اتجاه واضح وقيادة مستقرة. أتمنى أن تكون هذه الانتخابات بمثابة مخرج من الركود السياسي وتمثل بداية جديدة للبلاد.