النمسا والإمارات: انطلاقة مشروع الهيدروجين الرائد!
وفي القمة الاقتصادية التي عقدت في أبو ظبي في 5 نوفمبر 2025، تم الاعتراف بالنمسا كدولة بناء الجسور بين أوروبا والإمارات العربية المتحدة.

النمسا والإمارات: انطلاقة مشروع الهيدروجين الرائد!
في 5 نوفمبر 2025، انعقدت القمة الاقتصادية في أبو ظبي كجزء من مهرجان القمة الخضراء (GPF) العالمي الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع وجود أكثر من 600 مشارك من السياسة وقطاع الأعمال والعلوم، أصبح هذا الحدث نقطة التقاء مهمة للجهات الفاعلة الدولية. وتم تنظيم القمة بالتعاون مع شما محمد خالد آل نهيان، رئيس GPF أبو ظبي، الذي وصف دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها مركز عالمي للحلول المستدامة. وسلط دانييل جروس، مؤسس GPF Global، الضوء على أبوظبي باعتبارها "محفزًا" للشراكات الدولية.
وتركز النسخة الأولى من إطار الشراكة العالمية، الذي تم إطلاقه في فيينا عام 2022، على الاستدامة والابتكار والتحول الاقتصادي. وفي الأمسية التي سبقت المنتدى، أقيم "عشاء ترحيب نمساوي" بحضور الوزير الاتحادي فولفغانغ هاتمانسدورفر وضيوف دوليين آخرين. وشدد هاتمانسدورفر على أهمية التجارة الخارجية والشراكات الدولية بالنسبة للنمسا وأعلن عن مشروع مشترك بين OMV (51%) ومصدر (49%) لبناء محلل كهربائي بقدرة 140 ميجاوات في بروك آن دير ليثا.
مشاريع الهيدروجين كمفتاح لإزالة الكربون
ويُصنف مشروع الهيدروجين المخطط له، والذي من المتوقع أن يبدأ تشغيله بحلول نهاية عام 2027، على أنه أحد أكبر المشاريع من نوعه في أوروبا. ويهدف استخدام المحلل الكهربائي إلى المساهمة في إزالة الكربون من مصفاة OMV في شفيشات ووضع النمسا كمركز للهيدروجين في أوروبا. وتأتي هذه المبادرة في سياق التوسع الأوسع للبنية التحتية للهيدروجين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يجري تطوير شبكة خطوط أنابيب وطنية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين. الهدف هو وضع نفسها كمصدر رائد في اقتصاد الهيدروجين العالمي. وسيتم توسيع شبكة الهيدروجين إلى 2200 كيلومتر بحلول عام 2040.
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية وطنية للهيدروجين تدعو إلى إنتاج 1.4 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2031، مع استهداف زيادة الإنتاج إلى حوالي 15 مليون طن بحلول عام 2050. وسيتم التوسع على ثلاث مراحل: مسارات تجريبية بحلول عام 2030، وممر مستمر بحلول عام 2035، والتوسع الكامل بحلول عام 2040. ويُنظر إلى مبادرة خط الأنابيب هذه على أنها العمود الفقري لاقتصاد الهيدروجين المتنامي القائم على التعاون الدولي.
التعاون الدولي والتغير البيئي
وناقش متحدثون رفيعو المستوى في القمة موضوعات مهمة مثل التحول الأخضر والاقتصاد الدائري والابتكارات التكنولوجية. ووفر هذا الحدث منصة للتبادل بين مختلف الشركاء الدوليين، بما في ذلك هيئة كهرباء ومياه دبي وفوربس. كما عرضت إيكونتيكس مشاريع ثاني أكسيد الكربون في أكثر من 15 دولة خلال الحدث، مما عزز التزام دولة الإمارات العربية المتحدة والنمسا بسياسة المناخ العالمية.
إن الجمع بين المزايا الجغرافية التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة، واستقرارها السياسي وتركيزها الواضح على الحلول المستدامة، ساعدها على ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في مجال الهيدروجين والطاقة المتجددة. وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة موقعاً متقدماً في النقاشات العالمية بشأن اقتصاد الهيدروجين، مدعومة بإطار تنظيمي واضح وشراكات استراتيجية.