الحاكم الخفي: كيف تعيد هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني تنظيم صفوفها في سوريا!
في 6 كانون الأول (ديسمبر) 2024، اكتسبت جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية بقيادة أبو محمد الجولاني نفوذاً في شمال غرب سوريا ودحرت نظام الأسد.

الحاكم الخفي: كيف تعيد هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني تنظيم صفوفها في سوريا!
في تحول دراماتيكي في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من 13 عامًا، حققت الجماعة الإسلامية هيئة تحرير الشام، بقيادة أبو محمد الجولاني، تقدمًا هائلاً في الأسبوع الماضي. بدأ الهجوم بهجمات على القوات الحكومية بقيادة الرئيس بشار الأسد، مع سيطرة المتمردين على حلب، ثاني أكبر مدينة سورية، بحلول يوم السبت ومواصلة التقدم نحو حماة. وأوضح وسيم نصر، الخبير في شؤون الجماعات الجهادية، أن هيئة تحرير الشام استخدمت وحداتها الأفضل تجهيزاً وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار المتقدمة لاستعادة الأراضي التي خسرتها سابقاً أمام الميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران. يمكن لهذه النجاحات العسكرية السريعة أن تهدد بشكل أساسي بقاء نظام الأسد، حيث أن مؤيدي موسكو وطهران الأجانب أضعفوا حاليًا بسبب الحرب في أوكرانيا والمواجهات مع إسرائيل، كما تشير خبيرة الأمن القومي جنيفر كافاريلا.
تغير الجولاني وطموحاته
أبو محمد الجولاني، المصنف إرهابيًا في الولايات المتحدة، أعاد تموضعه ليس عسكريًا فحسب، بل سياسيًا أيضًا في السنوات الأخيرة. وقطعت مجموعته علاقاتها السابقة مع تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، وبعد ذلك حاولت هيئة تحرير الشام ترسيخ نفسها كحكومة محلية بديلة في شمال غرب سوريا. ويصفه المحللون بأنه زعيم عملي لم يعد يتبع المفهوم العالمي للجهاد، بل يسعى بدلاً من ذلك إلى الحصول على هوية سورية وشكل من أشكال الحكم، مما يجعله يبدو أمام الجهات الفاعلة الدولية باعتباره "الضامن الأمني". ويخطط الجولاني لإنشاء نظام حكم مؤسسي لا يقوم على الحكم الفردي، بحسب تصريحاته لـCNN.
لكن على الرغم من هذا التغيير، لم يختف العنف. لا تزال هيئة تحرير الشام تحت المجهر، حيث أن نظامها الاستبدادي وتقارير التعذيب وتهجير الأقليات لا تزال تعطي الجماعة سمعة سيئة. ومع ذلك، خلال الهجوم، حشد الجولاني العديد من الأشخاص الذين احتجوا عليه سابقًا. "حان وقت القتال"، هذا ما أفاد به سكان مدينة إدلب، مما يشير إلى تغير مفاجئ في المواقف بين السكان. وصلت الحرب الأهلية السورية، المستمرة منذ عام 2011 والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأرواح، إلى ذروة جديدة بسبب التطورات الحالية، والتي من المحتمل أن تكون لها عواقب بعيدة المدى على المنطقة، كما أوردت وكالة "رويترز". صحيفة فيينا و رولينج ستونز وأوضح.