عرض بوتين لوقف إطلاق النار: أمل أم استراتيجية؟
يقترح بوتين وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ويدعو إلى سحب القوات والتخلي عن حلف شمال الأطلسي. ردود الفعل من كييف معلقة.
عرض بوتين لوقف إطلاق النار: أمل أم استراتيجية؟
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق النار على طول خط المواجهة في أوكرانيا من خلال وسطاء أمريكيين. التقارير من oe24 يشير هذا إلى أن موسكو قد تكون على استعداد للتخلي عن مطالباتها بالأراضي الأوكرانية التي استولت عليها جزئيًا والتي لا تزال تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية. وفي المقابل، يجب على الولايات المتحدة الاعتراف بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في انتهاك للقانون الدولي في عام 2014، باعتبارها روسية. وتأتي هذه الأخبار في حين لم تعلق واشنطن وكييف بعد على اقتراح بوتين.
وقدم بوتين الاتفاق إلى المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف في سان بطرسبرغ في وقت سابق من هذا الشهر. ويعتزم ويتكوف التحدث مع بوتين مرة أخرى في موسكو في الأيام المقبلة. وعلى الرغم من العرض، تظل الشكوك مناسبة لأن بوتين وعد بوقف إطلاق النار في عيد الفصح، وهو ما خرقته القوات الروسية أكثر من 3000 مرة. واللافت هو السياق السياسي الذي تتم فيه هذه الخطوة، والتي يبدو أنها تستهدف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي هدد بالتخلي عن مفاوضات السلام إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سريع.
شروط وقف إطلاق النار
وفي كلمته بوزارة الخارجية الروسية، أكد بوتين مجددا أنه يريد وقفا فوريا لإطلاق النار، ولكن بشروط معينة. عالي يورونيوز ويطالب كييف بسحب قواتها من مناطق لوهانسك ودونيتسك وزابوريزهيا وخيرسون، والتي ستضمها روسيا في عام 2022. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي لأوكرانيا أن تتخلى عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتخلي عن الأسلحة النووية.
ولم ترد الحكومة الأوكرانية على الفور على اقتراح بوتين، في حين وصف السفير الأوكراني أوليكسي ماكييف الشروط بأنها غير مقبولة. وعلى الرغم من تصريح بوتين بأن اقتراحه يهدف إلى التوصل إلى حل نهائي للصراع، إلا أن مطلب انسحاب جميع القوات الروسية يظل حاسماً بالنسبة لكييف.
السياق الدولي وردود الفعل
وتأتي التطورات الجارية كجزء من مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا في برلين، واجتماع مجموعة السبع في إيطاليا، والاستعدادات لقمة السلام الأوكرانية المقبلة في سويسرا. وفي هذا السياق يؤكد بوتن على "المسؤولية الأخلاقية" التي يتحملها الغرب في دراسة عرضه بجدية. ومع ذلك، لم تتم دعوة روسيا لحضور قمة السلام، التي ستحضرها أوكرانيا والعديد من الدول الأخرى، مما يزيد من تصعيد التوترات الدبلوماسية.
وفيما يتعلق بالوضع العسكري الراهن، فإن روسيا لا تسيطر حاليًا بشكل كامل على أي من المناطق الأربع التي ضمتها. وفي زابوريزهيا على وجه الخصوص، لا تتمتع روسيا بقيادة إدارية، وفي نوفمبر 2022 انسحبت البلاد من العاصمة خيرسون.
وحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بوتين على إنهاء الحرب ومغادرة الأراضي الأوكرانية. ويصر الكرملين أيضًا على رفع كافة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وبالتالي فإن النهاية الحقيقية للصراعات العسكرية لا تزال بعيدة المنال، في حين تستمر الخطوط الأمامية في أوكرانيا في الترسيخ. إن إجراء المزيد من المفاوضات والالتزام الواضح بتأمين السلام أمر ضروري لكسر دوامة العنف زد دي إف ذكرت.