بايدن يسمح لأوكرانيا باستخدام ATACMS: نقطة تحول في الحرب؟
يسمح بايدن لأوكرانيا باستخدام نظام ATACMS الأمريكي في روسيا. ويرى المحللون أسباب ذلك في التغيرات الجيوسياسية والانتخابات المقبلة.
بايدن يسمح لأوكرانيا باستخدام ATACMS: نقطة تحول في الحرب؟
في تحول جذري، سمح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع ضد أهداف في روسيا، مما يمثل تصعيدا كبيرا في الصراع الدائر. ويأتي هذا القرار قبل شهرين فقط من انتهاء ولاية بايدن ووسط مخاوف بشأن عودة محتملة لدونالد ترامب إلى الرئاسة. وأكد مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون أنه تم نشر أنظمة الصواريخ التكتيكية التابعة للجيش (ATACMS) في روسيا، حيث أفادت موسكو أن ستة صواريخ ضربت منطقة بريانسك، مما يشير إلى "مرحلة جديدة" في الحرب.
وحتى الآن، عارض بايدن بشدة السماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية، خشية أن يؤدي ذلك إلى رد فعل شديد من موسكو. ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن الديناميكيات المتغيرة في ساحة المعركة، بما في ذلك النشر الأخير للقوات الكورية الشمالية لدعم روسيا، ربما تكون قد أدت إلى هذا التحول في السياسة. ولم تؤكد إدارة بايدن رسميًا هذا التغيير، لكن مسؤولين لم يذكر أسمائهم أشاروا إلى أن الصواريخ ستستهدف في البداية مناطق داخل منطقة كورسك الروسية وما حولها، حيث حافظت القوات الأوكرانية على وجودها منذ التوغل المفاجئ في أغسطس.
ارتفاع المخاطر السياسية
ويعد توقيت هذا القرار حاسما، لأنه يبدو أنه يعزز موقف أوكرانيا قبل المفاوضات المحتملة في حين يزيد أيضا من المخاطر بالنسبة لترامب داخل حزبه. وأعرب ترامب عن شكوكه بشأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وانتقد حلفاؤه خطوة بايدن باعتبارها محاولة لتصعيد الصراع. واتهم ترامب الابن بايدن بمحاولة إشعال “الحرب العالمية الثالثة” قبل أن يتمكن ترامب من تولي منصبه، في حين زعم مستشار الأمن القومي السابق ريتشارد غرينيل أن ذلك يمثل تصعيدا خطيرا.
وعلى الرغم من احتجاجات معسكر ترامب، يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة تتماشى مع نهج بايدن الحذر طوال الصراع. وعلى الرغم من أن أنظمة ATACMS قوية، إلا أنها محدودة العدد والمدى، ويشير الخبراء إلى أن استخدامها قد لا يغير مسار الحرب بشكل كبير. ومع ذلك، فإن احتمال زيادة التوترات لا يزال مرتفعا، حيث حذر بوتين من أن مثل هذه التصرفات يمكن أن تجر دول الناتو إلى صراع مباشر مع روسيا. وبينما يتكشف الوضع، يراقب العالم عن كثب، مدركًا أن كل قرار يمكن أن يقلب التوازن في هذا الصراع الجيوسياسي عالي المخاطر.