تبادل أسرى الحرب في الصراع الأوكراني: أمل في السلام؟
تتوسط تركيا في المحادثات الروسية الأوكرانية في 17 مايو 2025 بشأن احتمال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في الرياض.

تبادل أسرى الحرب في الصراع الأوكراني: أمل في السلام؟
وجرت يوم الجمعة محادثات بين ممثلي موسكو وكييف في إسطنبول بوساطة تركية. وتمحورت هذه المناقشات حول احتمال إنهاء الحرب العدوانية الروسية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار خلال الساعة والنصف من المفاوضات. ومن النقاط المهمة في المحادثات تبادل 1000 أسير حرب. ويمثل هذا أكبر تبادل منذ بدء الصراع في فبراير 2022. ولم يتم الإعلان عن موعد محدد للتبادل المطلوب، ولكن وفقًا لوزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، فإنه سيتم "في المستقبل القريب".
وذكر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنهما اتفقا من حيث المبدأ على مواصلة المحادثات. كما أعرب ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي، عن توقعه بأن يتم اتخاذ قرار بسرعة بشأن موعد إجراء جولات جديدة من المحادثات. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متشككا وأعرب عن توقعات منخفضة للاجتماع، لكنه أكد استعداده لإجراء محادثة مباشرة مع فلاديمير بوتين. يشار إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سبق أن دعا بوتين لاجتماع شخصي في إسطنبول، لكن الجانب الروسي تجاهل ذلك.
الاستعدادات لوقف إطلاق النار
وفي الوقت نفسه، تجري محادثات في المملكة العربية السعودية حول وقف محدود محتمل لإطلاق النار في الصراع الأوكراني. وتجري هذه المناقشات بوساطة أمريكية وتركز على وقف مؤقت للهجمات على منشآت الطاقة ووقف إطلاق النار في البحر الأسود. ويقال إن المفاوضات تجري في فندق الريتز كارلتون الفاخر في الرياض. ولا تتفاوض كييف وموسكو بشكل مباشر هنا. وبدلاً من ذلك، تولت الولايات المتحدة دور الوسيط وأجرت مناقشات أولية مع روسيا ثم مع الممثلين الأوكرانيين.
ويتوقع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إحراز تقدم، خاصة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود. ووصف وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف المناقشات بأنها "بناءة"، في حين اعتبر المتحدثون الروس مثل ديمتري بيسكوف أن الجوانب الأمنية في البحر الأسود تمثل أولوية. فقد دعت الولايات المتحدة وأوكرانيا بشكل أساسي إلى وقف محدود لإطلاق النار، في حين يجعل الكرملين وقف إطلاق النار الكامل مشروطاً بوقف مبيعات الأسلحة إلى أوكرانيا.
الصراعات الحالية والتداعيات الجيوسياسية
وعلى الرغم من المفاوضات الجارية، لا يزال القتال بين القوات الروسية والأوكرانية مستمرا. وبحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية، فقد وقع 61 هجومًا روسيًا خلال فترة قصيرة من الزمن. أصيب شخصان في هجوم بطائرة بدون طيار شنته القوات الروسية في خيرسون. وفي كوبيانسك أصيب أربعة أشخاص بنيران المدفعية. وثارت مخاوف بشأن هجوم بطائرة بدون طيار في منطقة سومي بشمال شرق أوكرانيا أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة سبعة يوم السبت.
وتزايدت الجهود الجيوسياسية لإنهاء الصراع في الأشهر الأخيرة. ويدفع الاتحاد الأوروبي من أجل مشاركة أكبر في المفاوضات، في حين تؤكد دول مثل بولندا على أن الصين يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في الضغط على بوتين. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن أوكرانيا تنتظر الرد من روسيا بشأن اعتباراتها، وأعلن في الوقت نفسه أنها ستعد لمزيد من العقوبات إذا لم يكن هناك رد إيجابي.
وتعود جذور هذا الصراع إلى ربيع 2022، عندما بدأت أول مفاوضات لوقف إطلاق النار. على الرغم من الجهود الدولية، بما في ذلك من خلال قرارات الأمم المتحدة، لم تعقد محادثات السلام الثنائية بين روسيا وأوكرانيا حتى فبراير/شباط 2025. ومنذ ذلك الحين، شكل الهجوم الروسي على أوكرانيا تحديا هائلا للمجتمع الدولي. وبينما أطلق دونالد ترامب محاولات جديدة للوساطة في بداية عام 2025، إلا أنها لم تخلو من المقاومة حتى الآن.
ويبقى أن نرى ما إذا كانت المحادثات الأخيرة وأساليب الوساطة المحتملة في المملكة العربية السعودية وكذلك المحادثات في تركيا يمكن أن تؤدي إلى حلول أكثر سلمية وما إذا كانت الأطراف المتحاربة مستعدة للتفاوض.
لمزيد من المعلومات حول المفاوضات الجارية وخلفيتها، اقرأ المزيد على صحيفة صغيرة, الأخبار اليومية أو على ويكيبيديا.