الفساد في النمسا: دعوة للاستيقاظ للعمل أم مجرد إشارة تحذير أخرى؟
سجلت النمسا تراجعا مثيرا للقلق إلى المركز 25 في مؤشر مدركات الفساد لعام 2024 وتدعو إلى إصلاحات شاملة.
الفساد في النمسا: دعوة للاستيقاظ للعمل أم مجرد إشارة تحذير أخرى؟
فيينا، 11 فبراير 2025: تواجه النمسا انخفاضًا كبيرًا في مؤشر إدراك الفساد لعام 2024. مع حصولها على 67 نقطة فقط والمركز 25 التاريخي للأسف، نشرت منظمة الشفافية الدولية (TI) نتائج مثيرة للقلق أدت إلى تفاقم وضع النمسا بشكل كبير في المقارنة العالمية. وفي العام الماضي، كانت البلاد في المركز العشرين، بينما كانت قبل ثلاث سنوات في المركز الثالث عشر.
الرئيس التنفيذي لشركة TI-Austria، ماج. وتصف بيتينا كنوتزل النتيجة بأنها إشارة "استيقاظ". وتؤكد أن سمعة النمسا كموقع تجاري تعاني بشدة من فضائح الفساد العديدة. وبالمقارنة، تحتل سويسرا مكانة أفضل بكثير في المركز الخامس. وسلطت فلورا كريسويل، المستشارة الإقليمية لأوروبا الغربية في منظمة الشفافية الدولية، الضوء على الحاجة إلى إصلاحات شاملة وحذرت من أن "انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين في النمسا يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة الفساد".
الإصلاحات اللازمة وأفضل الممارسات
في المقابل، تظهر ألمانيا موقفا مستقرا نسبيا في مكافحة الفساد برصيد 78 نقطة والمركز التاسع، كما يظهر من مؤشر مدركات الفساد لعام 2023. ومع ذلك، هناك تحديات هنا تتطلب دراسة متأنية، كما تظهر قضية Cum-Ex وقضية Graichen. وقد نشرت منظمة الشفافية الألمانية بالفعل قائمة مطالب لتعزيز مكافحة الفساد. وتشمل هذه، من بين أمور أخرى، تشديد قانون مكافحة رشوة أعضاء البرلمان وإصلاح سجل اللوبي.
ويتعرض كلا البلدين الآن لضغوط لاتخاذ تدابير لا تهدف إلى تعزيز الشفافية فحسب، بل وتعيد الثقة في الإدارة العامة. وفي حين تحتاج النمسا بشكل عاجل إلى أساليب إصلاحية للخروج من الدوامة السلبية، يتعين على ألمانيا أن تضمن عدم بقائها في روتينها الحالي، بل يتعين عليها أن تتخذ في الواقع خطوات فعالة ضد الفساد من أجل تعزيز موقفها. يمكن الاطلاع على تقرير منظمة الشفافية الدولية الكامل حول مؤشر أسعار المستهلك لعام 2024 على موقعها الإلكتروني، كما يمكن العثور على معلومات مفصلة عن مؤشر أسعار المستهلك لعام 2023 من منظمة الشفافية الألمانية.