القوات البرية الإسرائيلية في لبنان: طريق اللاعودة؟
ويحلل المقال الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في عهد نتنياهو، والتحديات والتداعيات المحتملة للصراع مع حزب الله.
القوات البرية الإسرائيلية في لبنان: طريق اللاعودة؟
فرانكفورت (OT)
إن التطورات الحالية في لبنان تثير قلقا متزايدا في المجتمع الدولي. وقد عززت إسرائيل استراتيجياتها بشكل جذري من خلال إرسال قوات برية إلى المنطقة. ويتم ذلك من أجل إضعاف الوجود العسكري لحزب الله وضمان الأمن لشعب شمال إسرائيل. ويقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وراء القرار الذي يراه ضروريا للحد من التهديد الذي تشكله الجماعة المسلحة.
ومع ذلك، فإن هذا الهجوم يحمل معه أيضًا مخاطر كبيرة. ينتقد العديد من الخبراء التركيز الحصري على الحلول العسكرية. وبينما يراهن نتنياهو وائتلافه اليميني على تحقيق نصر عسكري، فإن احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي تظل ضئيلة. إن أمل الكثيرين في أن يؤدي التفوق العسكري إلى مفاوضات سلام مستدامة لم يتحقق بعد. ويخشى أن يستمر العنف في التصاعد وأن تتفاقم معاناة السكان المدنيين في لبنان.
التحديات الحالية في الصراع
ولا يزال الوضع متوترا. إن إسرائيل لا تواجه حزب الله فحسب، بل إنها تتعرض أيضاً لضغوط من جانب حماس، التي زادت أيضاً من أنشطتها العسكرية. وهذا يوضح أن الحفاظ على النصر العسكري في المنطقة ليس بالأمر السهل. وحتى لو تمكنت إسرائيل من تحقيق نجاحات على المدى القصير، فإن الأمن الحقيقي على المدى الطويل لن يتحقق إذا استمرت الجماعات المسلحة في الوجود.
من المحتمل أن يؤدي خطاب القيادة الإسرائيلية إلى تغيير ديناميكية الصراع، مما لا يؤثر على الجهات الفاعلة الإقليمية فحسب، بل على الجهات الفاعلة الدولية أيضًا. مع كل صراع عسكري، تتزايد مخاطر التصعيد الأوسع للصراع، والذي يمكن أن ينتشر إلى بلدان أخرى. تواجه الدبلوماسية تحدياً هائلاً: فكيف يمكن تحقيق السلام الدائم عندما تتحدث الأسلحة بصوت عالٍ إلى هذا الحد؟
إن الوضع المتفجر الذي خلقه نشر القوات البرية يثير أيضاً التساؤل حول ما إذا كانت الإستراتيجية الإسرائيلية مبنية على أساس متين. كثيراً ما يُنظر إلى التدخلات العسكرية باعتبارها حلولاً قصيرة الأمد، في حين تتطلب الحلول الطويلة الأمد مفاوضات معقدة وفهماً لاحتياجات ومخاوف كافة الأطراف المعنية. وطالما لا يوجد حوار شامل، فإن التقدم المستدام في الصراع يظل موضع شك.
خلاصة القول، يمكن القول إن إسرائيل تنتهج حاليا مسارا محفوفا بالمخاطر للغاية. إن القرار بالاعتماد حصرياً على القوة العسكرية قد يكون خطيراً. إن عدم إحراز تقدم نحو عملية السلام لا يترك سوى أمل ضئيل في وقف التصعيد المبكر. تواجه أوروبا والولايات المتحدة مرة أخرى مسألة الكيفية التي قد تتمكن بها كل منهما من الاستجابة لتحقيق الاستقرار في المنطقة من دون التورط في صراع عسكري آخر أحادي البعد.
إن تحليل هذا الوضع المعقد يتطلب الحذر والبصيرة من جميع الجهات الفاعلة المعنية. ومن الممكن أن يؤدي التركيز الواضح على إمكانية الحوار إلى إحداث تغيير في الديناميكيات الحالية اللازمة لتحقيق السلام المستدام في المنطقة ليس على المدى القصير فحسب. لكن التفاصيل حول هذا الحادث لا تزال قليلة تقارير www.presseportal.de أن الوضع لا يزال متوتراً وأن هناك حاجة إلى استراتيجية واضحة لحل النزاع.