رحيل أم وهم؟ اليسار ينظر بتفاؤل إلى هاله!
اليسار يختتم مؤتمره الحزبي في هاله بتفاؤل، رغم الصراعات الملحة. تعليق على الوضع السياسي والتجديد.
رحيل أم وهم؟ اليسار ينظر بتفاؤل إلى هاله!
وفي برلين، أنهى حزب اليسار مؤتمره الأخير في هاله بقدر كبير من التفاؤل. على الرغم من القضايا الثقيلة مثل الصراع في الشرق الأوسط والمناقشات المرتبطة به حول معاداة السامية، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى الانقسامات، بدا الحزب في مزاج أكثر إيجابية. ولهذه الرسالة أهمية خاصة لأن التوترات السياسية محسوسة ليس فقط على المستوى الداخلي، بل أيضًا في جميع أنحاء المجتمع.
يمثل مؤتمر الحزب علامة فارقة في النضال من أجل بقاء اليسار، الذي يحاول تأكيد دوره كقوة سياسية ذات صلة في ألمانيا. لكن هذا النجاح في تحسين المزاج لا ينبغي أن يحجب الوضع الذي لا يزال صعبا، وهو ما ينعكس بشكل خاص في نتائج الانتخابات والاستطلاعات. وعلى غرار مؤتمر الحزب في أوغسبورغ، حيث كانت النتيجة متفائلة أيضاً، فإن الواقع قد يكون مثيراً للقلق.
الطريق إلى التجديد
إن اليسار يواجه طريقا طويلا نحو التجديد، والتماسك الداخلي له أهمية قصوى. ويجب استغلال الزخم الحالي لاستعادة الناخبين الذين خسروا في الانتخابات الأخيرة. ويبقى أن نرى ما إذا كان الرؤساء الجدد، بقيادة إينيس شفيردتنر، قادرين على التغلب على هذا التحدي. إنها تواجه مهمة كسب الثقة وفي نفس الوقت جعل الحزب يتصرف بطريقة موحدة.
وتقع المسؤولية بشكل كبير على عاتق فريق الإدارة الجديد. لم يتبق الكثير من الوقت حتى الانتخابات الفيدرالية المقبلة. ونظراً لما هو على المحك، فمن الواضح أن الوقت أمر جوهري. إن مجرد الكلام عن التغيير لن يكون كافيا. ويتعين القيام بعمل جوهري لإعادة تموضع الحزب واستعادة الأرض المفقودة.
والسؤال المطروح حاليا هو إلى أي مدى ينحرف الاتجاه الجديد للحزب عن الاتجاه القديم. وحتى الآن، لم تكن هناك شفافية كافية فيما يتعلق بالخطوات المحددة التي يتعين اتخاذها. ويتوقع أنصار الحزب تصريحات واضحة ومفهوما استراتيجيا للبناء على أعداد الناخبين الضعيفة.
وقد يكون التأمل الذاتي الشامل والصادق في أسباب هذا الانحدار هو المفتاح. وعلى الرغم من التأكيد في مؤتمر الحزب على ضرورة تعلم الدروس من أخطاء السنوات الأخيرة، إلا أن المحتوى الملموس ظل غير متوفر. ويجب الآن دعم الأصوات المتفائلة بتدابير واستراتيجيات ملموسة حتى لا تتحول الثقة المستعادة إلى خيبة أمل قريبا.
لقد كان مؤتمر الحزب في هاله خطوة مهمة، لكنه مجرد خطوة أولى على طريق طويل نحو التجديد. ومن المؤكد أن مسألة ما إذا كانت موجة الثقة هذه ستستمر سوف تحدد الأشهر القليلة المقبلة. وللحصول على نظرة تفصيلية للقضية، انظر التقرير على www.presseportal.de.